السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو الامام علي ابن ابي طالب؟
1
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إنّ الله جلّ جلاله جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكرفضيلة من فضائله مقّراً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلةمن فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن أصغى إلى فضيلةمن فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع، ومن نظر إلى كتاب في فضائلعليّ غفر الله له الذنوب التي إكتسبها بالنظر.
ثم قال: النظر إلى عليّ بن أبيطالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد من عباده كلّهم إلاّ بولايتهوالبراءة من أعدائه.
2
عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام)، أنهقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين،يا عليّ، أنت سيّد الوصيّين، ووارث علم النّبيين، وخير الصدّيقين، وأفضل السابقين. يا عليّ أنت زوج سيّدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا عليّ، أنت مولىالمؤمنين، يا عليّ، أنت الحجة بعدي على الخلق أجمعين، إستوجب الجنّة من توّلاكواستحق النّار من عاداك.
يا عليّ، والذي بعثني بالنبوة وإصطفاني على جميعالبّرية، لو أن عبداً عبد الله ألف عام، ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك، وبولايةالأئمة من ولدك، وإن ولايتك لا يقبلها الله تعالى إلا بالبرائة من أعدائك، وأعداءالأئمة من ولدك،بذلك أخبرني جبريل (عليه السلام) (فمن شاء فليؤمن ومن شاءفليكفر.
3
عن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله (صلى الله عليهوآله):
أوّل من إتخذ عليّ بن أبي طالب أخاً من أهل السّماء إسرافيل، ثمميكائيل، ثم جبرائيل، وأول من أحبّه من أهل السّماء حملة العرش، ثم رضوان خازنالجنّة، ثم ملك الموت، وإن ملك الموت يترّحم على محبّي عليّ بن أبي طالب كما يترّحمعلى الأنبياء (عليهم السلام).
4
عن أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) أنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
ما قوم إجتمعوا يذكرونفضل عليّ بن أبي طالب إلاّ هبطت عليهم ملائكة السّماء حتّى تحف بهم، فإذا تفرّقواعرجت الملائكة إلى السّماء، فيقول لهم الملائكة: إنّا نشّم من رائحتكم ما لا نشّمهمن الملائكة، فلم نر رائحة أطيب منها؟.
فيقولون: كنا عند قوم يذكرون محمّداًوأهل بيته، فعلق فينا من ريحهم فتعطّرنا، فيقولون اهبطوا بنا إليهم، فيقولون: تفرّقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله، فيقولون اهبطوا بنا حتى نتعطّر بذلكالمكان.
5
عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، أنه سئلأمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّي مخلففيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فقال من العترة؟ فقال:
أنا والحسن والحسين،والتسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم،حتى يردا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حوضه.
6
عن عائشة أنهاقالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذكر عليّ بن أبي طالبعبادة.
7
عن الفضل بن شاذان، بسنده عن عيسى بن المعتمر قال، قال: رأيتأباذر الغفاري أخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول:
ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لميعرفني فأنا أبوذر جندب بن السكن، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
إنّي مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يرداعلّي الحوض، ألا وانّ مثلهما كسفينة نوح، من ركب فيها نجى، ومن تخلف عنهاغرق.
8
عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أظلّتالخضراء، ولا أقلّت الغبراء بعدي أفضل من عليّ (عليه السلام)، وإنه إمام اُمّتيوأميرها وهو وصيي وخليفتي عليها، من إقتدى به بعدي إهتدى، ومن إقتدى بغيره ضلّوغوى.
إني أنا النّبي المصطفى، ما أنطق بفضل عليّ عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى،إليّ نزل به الروح المجتبى، عن الذي (له ما في السّموات وما في الأرض وما بينهماوما تحت الثرى.
9
عن ربيعة السعدي قال، أتيت حذيفة بن اليمان فقلتله:
يا أبا عبد الله، إنّا لنتحدّث عن عليّ ومناقبه، فيقول أهل البصرة: إنكمتفرّطون في عليّ، فهل أنت محدّثي بحديث فيه؟. فقال حذيفة: يا ربيعة، وما تسألني عنعليّ، فو الذي نفسي بيده لو وضع جميع أعمال أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) فيكفّة الميزان منذ بعث الله محمّداً إلى يوم القيامة، ووضع عمل عليّ (عليه السلام) في الكفة الأخرى، لرجح عمل عليّ (عليه السلام) على جميع أعمالهم، فقال ربيعة: هذاالذي لا يقام له، ولا يقعد، ولا يحمل، فقال حذيفة: يا لكع، وكيف لا يحمل؟. وأين كانأبو بكر وعمر وحذيفة وجميع أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) يوم عمرو بن عبدود وقددعا إلى المبارزة، فأحجم النّاس كلهم ما خلا عليّاً (عليه السلام) فإنّه برز إليه،وقتله الله على يده؟.
والذي نفس حذيفة بيده، لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من عملأصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة.
10
عن أبي هريرةقال: مرّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بنفر من قريش في المسجد، فتغامزوا عليه،فدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشكاهم إليه، فخرج (صلى الله عليه وآله) وهو مغضب، فقال لهم:
أيها النّاس، ما لكم إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم أشرقتوجوهكم، وإذا ذكر محمّد وآل محمّد قست قلوبكم، وعبست وجوهكم؟.
والذّي نفسي بيده،لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيّاً لم يدخل الجنّة حتى يحبّ هذا أخي عليّاً وولده، ثمقال: إن لله حقاً لا يعلمه إلا أنا وعليّ، وإن لي حقّاً لا يعلمه إلا الله وعليّ،وله حق لا يعلمه إلا الله وأنا .
11
عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لو أنّ الغياض أقلام، والبحار مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب، ما قدروا علىإحصاء فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .
12
عن إبن عمر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقولوقد سئل: بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟.
قال: خاطبني بلسان عليّ، فألهمنيأن قلت: يا ربّ خاطبتني أم عليّ؟.
فقال: يا أحمد، أنا شئ ليس كالأشياء، ولا أقاسبالنّاس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، إطلّعت علىسرائر قلبك، فلم أجد أحداً إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيمايطمئن قلبك.
13
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من سرّه أن يجوزعلى الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب، فليتول وليّي ووصيّي وصاحبيوخليفتي على أهلي وأمتّي عليّ بن أبي طالب.
ومن سرّه أن يلج النّار فليتركولايته، فوعزة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وإنّه الصّراطالمستقيم، وانّه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة.
14
لما انتهى إلى النّجاشي ملك الحبّشة خبر النّبي (صلى اللهعليه وآله) قال لأصحابه:
إنّي مختبر هذا الرّجلّ بهدايا أنفذ إليه، ثم أعدّ لهتحفاً عظيماً وفيها من الفصوص ياقوت وعقيق، فقال: إن كان الرجلّ يطلب الدنياوالملك، فهو يختار الياقوت، وإن كان نبيّاً حقّاً فإنّه يختار العقيق.
فلمّاوصلت الهدايا إلى النّبي (صلى الله عليه وآله) قسّمها على أصحابه، ولم يأخذ لنفسهسوى فصّ عقيق أحمر، ثم أعطاه لعليّ وقال: يا عليّ فاكتب سطراً واحداً (لا اله إلاالله).
فمضى عليّ فقال للنقّاش: اُكتب عليه ما يحبّ رسول الله (صلى الله عليهوآله) لا اله إلا الله، فقال له: اُكتب ما اُحبّ أنا (محمّد رسول الله)، فلمّا جاءبه إلى النّبي (صلى الله عليه وآله) وجد عليه ثلاثة أسطر.
فقال: يا عليّ أمرتكأن تكتب عليه سطراً واحداً، فكتبت عليه ثلاثة أسطر، فقال (عليه السلام): وحقكّ يـارسول الله، مـا أمـرتـه أن يكتب عليه إلا ما أحببت (لا اله إلا الله)، وما أحببتأنا (محمّد رسول الله).
فهبط جبرئيل الأمين (عليه السلام) فقال: ربّ العزةيقول:
كتبت ما تحبّ (لا اله إلا الله) وعليّ كتب ما يحبّ (محمّد رسول الله)،وأنا كتبت ما اُحبّ (عليّ ولي الله).
15
جاء في كتاب الهداية في مشروعية الشهادة بالولاية للعالمالجليل البحاثة الكبير العراقي نقلاً عن (السلافة في أمر الخلافة) لشيخ عبد اللهالمراغي من علماء أهل السنة في القرن السابع الهجري، أخرج أنّ رجلاً دخل على رسولالله (صلى الله عليه وآله) وقال:
يا رسول الله، إن أباذر يذكر في الأذان بعدالشهادة بالرسالة، الشهادة بالولاية لعليّ (عليه السلام) !.
قال (صلى الله عليهوآله): كذلك، أو نسيتم قولي في غدير خم: (من كنت مولاه فعليّ مولاه).
16
دخل رجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال:
يارسول الله، إني سمعت أمراً لم أسمع قبل ذلك!.
فقال (صلى الله عليه وآله): ماهو؟.
قال: سلمان يشهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة، الشهادة بالولاية لعليّ (عليه السلام).
قال (صلى الله عليه وآله): سمعت خيراً .
17
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لمّا كانت ليلةالمعراج نظرت تحت العرش أمامي، فإذا أنا بعليّ بن أبي طالب قائماً أمامي تحت العرشيسّبح الله ويقدّسه، قلت: يا جبرئيل سبقني عليّ بن أبي طالب؟.
قال: لكنّي أخبرك،إعلم يا محمّد، إن الله عزّ وجلّ يكثر من الثناء والصلاة على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فوق عرشه، فاشتاق العرش إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فخلقالله تعالى هذا الملك على صورة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) تحت عرشه، لينظرإليه العرش فيسكن شوقه، وجعل تسبيح هذا الملك وتقديسه وتمجيده ثواباً لشيعة أهلبيتك يا محمّد.
18
إن رجلاً قدم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
يا أمير المؤمنين إنّي أحبّك وأحبّ فلاناً، وسمى بعض أعدائه، فقال (عليهالسلام) أما الآن فأنت أعور، فإما أن تعمى وإما أن تبصر.
19
إبن بابويه بسنده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليهالسلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال:
إنرهطاً من اليهود أسلموا، منهم عبد الله بن سلام وأسيد بن ثعلبة وإبن يامين، وإبنصوريا فأتوا النّبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا:
يا نبي الله، إن موسى أوصىإلى يوشع بن نون، فمن وصيّك يا رسول الله، ومن وليّنا بعدك؟.
فنزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله الذين آمنوا والذّين يقيمون الصلوة ويؤتون الزّكوة وهمراكعون).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا فقاموا وأتوا المسجد، فإذاًسائل خارج فقال:
يا سائل ما أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، هذا الخاتم.
قال منأعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجّل الذّي يصّلي.
قال، قال:علـى أيّ حالأعطاك؟.
قـال: كان راكعاً، فكبّر النّبي وكبّر أهل المسجد، فقال النّبي (صلىالله عليه وآله): عليّ بن أبي طالب وليّكم بعدي.
قالوا: رضينا بالله ربّاً،وبالإسلام ديناً، وبمحمّد (صلى الله عليه وآله) نبيّاً وبعليّ بن أبي طالب ولّياً،فأنزل الله عز وجل (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون)،فروى عن عمر بن الخطاب أنّه قال:
والله لقد تصدّقت بأربعين خاتماً وأنا راكع،لينزل فيّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فما نزل.
20
عن أبي سلمى، قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
ليلة أسري بي إلى السّماء، قال لي الجليل (جلّ جلاله): (آمن الرسول بماأنزل إليه من ربّه).
قلت: والمؤمنون.
قال: صدقت يا محمّد، من خلّفت في أمتك؟. قلت: خيرها.
قال: عليّ بن أبي طالب؟. قلت: نعم يا رب.
قال: يا محمّد، إنيإطلّعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها، وشققت لك إسماً من أسمائي، فلا أذكر في موضعإلا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد.
ثم اطلعت الثانية، فاخترت منها عليّاًوشققت له إسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو عليّ.
يا محمّد إني خلقتك وعليّاًوفاطمة والحسن والحسين والأئمة
من ولده، من شبح نور من نوري، وعرضت ولايتكم علىأهل السـماوات وأهل الأرضين فمن قبلهـا كان عندي من الـمؤمنين، ومن جحدها كان عنديمن الكافرين، يا محمّد، لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشّن البالي،ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم، يا محمّد أتحبّ أنتراهم؟.
قلت: نعم يا ربّ، فقال لي: إلتفت عن يمين العرش، فإلتفّت فاذا أنابعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد،وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ (والحجّة القائم ـ عليهم السّلام ـ) والمهدي بينهم في ضحضاح من نور، كأنّه كوكبدرّي.
فقال: يا محمّد هؤلاء الحجج، وهو الثّائر من عترتك، فوعزّتي وجلالي أنهالناّصر لأوليائي، والمنتقم من أعدائي.
تقبلوا موضوعي بود